بسبب تجاهل مالطا لنداءات الاستغاثة سفينة “جيو بارنتس” تتوجه لجنوب إيطاليا لإنزال أكثر من 300 مهاجر على متنها


251
بسبب تجاهل مالطا لنداءات الاستغاثة سفينة “جيو بارنتس” تتوجه لجنوب إيطاليا لإنزال أكثر من 300 مهاجر على متنها

تلقت “جيو بارنتس” إذنا من السلطات الإيطالية للرسو في أحد موانئها الجنوبية وإنزال 314 مهاجرا، أنقذتهم في المتوسط خلال الأيام الماضية.

سمحت السلطات الإيطالية أخيرا لسفينة “جيو بارنتس” التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” بالرسو في أحد موانئها لإنزال 314 مهاجرا بعد أن أنقذتهم خلال الأيام القليلة الماضية.

في مقطع فيديو نشرته “أطباء بلا حدود” على حسابها على تويتر مساء أمس الإثنين، سمعت صيحات الفرح التي أطلقها المهاجرون عقب سماعهم نبأ السماح لهم بالنزول على البر الإيطالي.

السفينة كانت قد أنقذت المهاجرين خلال ست عمليات إنقاذ متتالية في المتوسط، وكانت تنتظر في المياه الدولية ريثما يتم تحديد ميناء آمن لها للرسو وإنزال الناجين. وسيتم إنزال المهاجرين، وبينهم 72 قاصرا وطفل رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، في ميناء تارانتو جنوب إيطاليا.


وسيتعين على المهاجرين الناجين القادمين من سوريا ومصر وبنغلادش وباكستان ودول أفريقية أخرى، الانتظار بعض الوقت إلى أن تصل السفينة إلى ميناء تارانتو.

تجاهل مالطا لنداءات الاستغاثة

يذكر أن “جيو بارنتس” أنقذت جميع هؤلاء المهاجرين في المياه المالطية، أي من المفترض عمليا أن تتولى مالطا عملية إنقاذهم. وحول هذا، عبّرت “أطباء بلا حدود” عن استيائها من عدم تجاوب مالطا مع تلك الحالات، “تم إبلاغ خفر السواحل المالطي لكن لم يرد أي جواب، متجاهلا واجب تقديم المساعدة أو تنسيق عمليات الإنقاذ”.

للمزيد>>> ما سبب استقبال مالطا لطالب لجوء واحد فقط هذا العام؟

ومنذ 2020، لم تستجب مالطا لنداءات الاستغاثة الصادرة من منطقة البحث والإنقاذ الخاصة بها، بحسب المنظمات غير الحكومية، وترمت قوارب المهاجرين المتهالكة بانتظار مساعدة من سفن الإنقاذ الإنسانية، “دون أن تلتزم بواجباتها الدولية”.

ومطلع تموز/يوليو الجاري، احتفل طاقم “جيو بارنتس” التابعة لـ”أطباء بلا حدود” بمرور عام على بدء السفينة بممارسة مهمات الإغاثة في المتوسط. وورد في بيان صحفي صادر عن المنظمة، أن السفينة أنقذت خلال هذا العام أكثر من ثلاثة آلاف شخص، كما أجرت أكثر من 6,500 استشارة طبية على متنها.

وكانت “جيو بارنتس” قد شهدت على مأساة حقيقية في المتوسط نهاية حزيران/يونيو الماضي، حين وصلت متأخرة إلى موقع قارب مهاجرين واجه صعوبات ملاحية وغرق في البحر. طاقم السفينة حاول جهده لإنقاذ الجميع، لكن بالنسبة لبعض المهاجرين، كان الأوان قد فات. وقضت امرأة غرقا أثناء عملية الإنقاذ، في حين تم اعتبار 30 آخرين في عداد المفقودين.

الطاقم تمكن من إنقاذ طفل رضيع، كان على كتف مهاجر يتشبث بقطعة خشب من بقايا القارب. في البداية لم يبد الطفل على قيد الحياة، لكن الأطباء المرافقين على متن السفينة بذلوا قصارى جهدهم وتمكنوا من إنعاش الطفل.

وفي سياق متصل، تمكنت “أوشن فايكنغ” التابعة لـ”أس أو أس ميديتيرانيه” من الرسو في ميناء بوزالو في صقلية الأسبوع الماضي، حيث أنزلت 306 مهاجرين أنقذتهم خلال ثماني عمليات متتالية في المتوسط. بعض عمليات الإنقاذ التي نفذتها السفينة حصلت أيضا في المياه المالطية، وأيضا لم تستجب فاليتا في حينه لنداءات الاستغاثة التي أطلقها المهاجرون والمنظمات غير الحكومية التي كانت تعلم بموقعهم.


يود طاقم التحرير في مهاجر نيوز أن يشير إلى أن السفن الإنسانية تغطي جزءا محدودا جدا من البحر الأبيض المتوسط. إن وجود هذه المنظمات غير الحكومية بعيد كل البعد عن أن يكون ضمانا لإغاثة المهاجرين الذين يرغبون في محاولة العبور من الساحل الأفريقي. تمر العديد من القوارب دون أن يلاحظها أحد في عرض البحر، كما تغرق العديد من القوارب دون أن يتم اكتشافها. لا يزال البحر الأبيض المتوسط اليوم أكثر الطرق البحرية خطورة في العالم.


تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *