لاجئة سوريّة تحدت الحرب في بلادها والزلازل في تركيا لتصبح بطلة أوروبا في مصارعة الذراع


215
لاجئة سوريّة تحدت الحرب في بلادها والزلازل في تركيا لتصبح بطلة أوروبا في مصارعة الذراع

بعد فقدانهم منزلهم في سوريا قبل 11 عاما ولجوئهم إلى تركيا، خسرت الفتاة البالغة من العمر 15 عاما، أمينة أحمد منزلها في كهرمان مرعش في الزلزال الذي وقع في 6 من شباط 2023.

لكن أمينة استطاعت التخلص من الضغوطات التي عاشتها  طوال الفترة الماضية من خلال المصارعة بالأيدي، وتستعد الآن لتحقيق حلمها بأن تصبح بطلة أوروبا.

واستغلت في سبيل تحقيق حلمها كل لحظة من وقتها رغم أنها كانت تعيش في خيمة بعد تهدم منزلها بتركيا، فكانت تعمل في الصباح برعي الأغنام وتذهب إلى المدرسة للتدريب ولا تتوقف أيضاً عن التدريب في خيمتها.

بدأت عائلة أمينة، التي كانت تعيش في منزلهم الخاص في سوريا، بعيش أيام مليئة بالكوابيس وخاصة مع تصاعد وتيرة الحرب في سوريا عام 2012، تم تدمير منزل العائلة المكونة من أربعة أفراد في هجوم بالقنابل، وبعد رحلة دامت أشهر، تمكنوا من الوصول إلى تركيا.

استقرت العائلة في كلس وبدؤوا بالعيش في منزل من طابق واحد. وتوسعت العائلة لتصل إلى تسعة أفراد، وعانت مرة أخرى من الضربة الكبيرة في زلزال كهرمان مرعش في 6 من شباط من العام الماضي. وتمكنت العائلة وجميع الأفراد التسعة من النجاة دون أي إصابات.

أمينة، الابنة الكبرى لعائلة أحمد التي لجأت إلى تركيا وهي في الرابعة من عمرها، بدأت بالتغلب على الضغوطات التي عاشتها من خلال المصارعة بالأيدي، رغم كل الصعوبات التي مرت بها.

وفازت أمينة بالمركز الأول في المسابقات المدرسية، وهي تستعد الآن لتحقيق حلمها بأن تصبح بطلة تركيا، حيث تمكنت من التغلب على آثار الزلزال من خلال التدريب.

وكانت أمينة تتدرب مع زملائها في المدرسة وفي المنزل لمدة 7-8 ساعات يوميًا قبل الزلزال، ولم تستسلم بعد الزلزال أيضًا. واصلت أمينة التدريب في الخيمة وفي الحقل مع إخوتها، رغم الأيام الصعبة.

وتعرفت أمينة أحمد على رياضة المصارعة بالأيدي في تركيا، وكان الزلازل نقطة تحول بالنسبة لها، ودافعا للاستمرار في تحقيق النجاحات في المصارعة بالأيدي، وبدأت بجمع الميداليات التي كانت تحلم بها واحدة تلو الأخرى. شاركت الفتاة في المباريات التي أقيمت في كيليس وفازت بالمركز الأول في فئة 35 كيلوغرامًا للذراع اليمنى واليسرى، كما فازت ببطولة المنطقة التي أقيمت في كهرمان مرعش وببطولة تركيا التي أقيمت في قيصري للذراع اليمنى.

تحدثت والدة أمينة، عن كيفية مساعدة ابنتها لها في أعمال المنزل في المساء ولوالدها في الرعي في الصباح، وقالت إن ابنتها، التي تذهب إلى المدرسة في الظهيرة، لم تهمل تدريباتها على الرغم من كل هذه الصعوبات. 

وأشارت والدة أمينة إلى أن حزنهم وألمهم خف بفضل ميداليات ابنتهم، قائلة: “في زلزال كهرمان مارعش، خفت أنا وأطفالي كثيرًا. الحمد لله لم يحدث لأحد منا أي شيء. لكن منزلنا تدمر. وبسبب تركنا لمنزلنا تحت ظروف صعبة، توقفت ابنتي عن ممارسة الرياضة لفترة. لكن عندما اقتربت البطولات، بدأت بالتدريب. كانت ترعى الأغنام مع والدها في الصباح، وتذهب إلى المدرسة في الظهيرة، وتدرس، وتساعدني في المساء في أعمال المنزل، وتتدرب مع والدها. وأصبحت بطلة تركيا. لقد مررنا بأيام صعبة ودمر منزلنا، لكن ميداليات ابنتي خففت حزننا وألمنا”.

“ليس لدي ابن، لكن لدي ابنة بطلة”

وقال الأب سامي أحمد، الذي لديه سبع بنات، إن ابنته الكبرى أمينة كانت مثل الابن الذكر بعزمها وجهودها. وتحدث عن تجربتهم في الزلزال، قائلًا: “في الزلزال الذي وقع في 6 من شباط، تفاجأنا ونحن نيام. سمعنا أصواتًا وخرجنا مسرعين مع أطفالنا بعد صراخ زوجتي. بقينا بلا مأوى مع أطفالنا. كان الجو باردًا جدًا، وكانت تتساقط الأمطار والثلوج. بعد بضع ساعات من الزلزال”.

وتابع الأب في مقابلة أجرتها وكالة إخلاص التركية مع العائلة: “لم تتركنا الدولة وحدنا وأرسلت لنا خيامًا وطعامًا. كنا نعيش في الخيمة، لكن ابنتي كانت ترعى الأغنام في الصباح وتذهب إلى المدرسة. وفي المساء، كنا نبقى معًا في الخيمة. كانت ابنتي تتدرب في الحقل، وفي المدرسة، وفي الخيمة أيضًا. على الرغم من كل السلبيات، نجحت وأصبحت ابنتي بطلة تركيا. لم يكن لدي أبدًا ابن ذكر، لكن لدي ابنة بطلة. دعمت ابنتي دائمًا وأنا فخور جدًا”.


تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *