وصل سعر كيلو لحمة الخروف الهبرة النوع الأول في العاصمة دمشق إلى 250 ألف ليرة سوريّة، بارتفاع وصل إلى ثلاثة أضعاف خلال عام، حيث كان سعرها في شباط من العام المنصرم، 90 ألف ليرة.
وباحتساب الكيلو تبعاً للدولار الأميركي، فإن سعر الكيلو حالياً يساوي (16.6 دولار) إن احتسبنا سعر الدولار عند 15 ألف ليرة، بينما كان العام الفائت يساوي (12.3 دولار) حيث كان سعر الصرف وسطياً عند 7300 ليرة، أي أن سعر اللحوم ارتفع نحو 4 دولارات، ولكن ارتفاع سعره ليس فقط نتيجة تدهور الليرة.
وسبب ارتفاع الأسعار بهذا الشكل، برّر مربّو خراف لـ موقع تلفزيون سوريا ذلك، بتوجّه معظمهم نحو تصدير الخراف لحصولهم على أسعار مضاعفة، أو تهريبها لقبض ثمنها بالقطع الأجنبي، نتيجة كلف التربية المرتفعة وضعف القدرة الشرائية في السوق المحلي.
وأشار المربّون إلى أنهم يشترون الأعلاف بأسعار مرتفعة جداً وغير مستقرة، حيث أكّدوا أن أسعار الأعلاف ترتفع بين الحين والآخر ولا يوجد أي دعم للمربين من قبل حكومة النظام السوري.
وما ساهم بارتفاع أسعار اللحوم أيضاً، هو سماح حكومة النظام، نهاية العام الفائت، بتصدير ذكور أغنام العواس والماعز الجبلي طوال العام باستثناء فترة التكاثر الممتدة من (1/12 ولغاية 31/3) من كل عام، وفق شروط صحية وفنية محدّدة من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.
وهذا القرار جعل المربّين يُحجمون عن بيع رؤوسهم للسوق المحلية والعمل على تكاثرها وتسمينها لتصديرها بعد بدء التصدير الذي سيبدأ في نهاية آذار ويستمر طوال العام، في حين يعمل آخرون على بيعها عن طريق التهريب إلى العراق ولبنان والأردن ومنهم إلى دول الخليج.
من أين تأتي “السورية للتجارة” بلحومها؟
ورغم ارتفاع سعر اللحوم في أسواق دمشق، ما يزال سعر كيلو لحم الخروف في مؤسسة “السورية للتجارة” بنحو 175 ألف ليرة فقط، وللنوع الأول (الشرحات) بـ200 ألف ليرة.
وفي الوقت ذاته وصل سعر كيلو لحم العجل الهبرة إلى 165 ألف ليرة، والنوع الأول إلى 180 ألف ليرة، بينما السعر في “السورية للتجارة” يتراوح بين 150 ألف ليرة و175 ألف ليرة فقط.
ويثير هذا الفارق الكبير في السعر، التساؤلات بين القصّابين عن نوعية اللحوم التي تقدمها مؤسسة “السورية للتجارة”.
براءة وهو قصاب لحم خروف في مدينة جرمانا بريف دمشق يقول لـ موقع تلفزيون سوريا، إنه “من شبه المستحيل أن يكون أحد قادر على بيع هبرة الخروف الشقف بـ175 ألف ليرة، فسعر كيلو لحم الخروف الحي نحو 80 ألف ليرة، وبما أن اللحم الهبر من الخروف هو الثلث فقط، فهذا يعني ضرب 80 بـ3 ما يعني 240 ألف، ومع ربح القصّاب يصل السعر إلى 250 ألف ليرة”.
ويضيف: “حتى مربح القصّاب في هذه الحالة قليل جداً قياساً بمتطلبات العمل من تشغيل البرادات عبر مولدات أو تركيب منظومة طاقة شمسية بعشرات الملايين، إضافةً إلى أجرة العاملين في المحل وآجار المحل وضرائب المالية وغرامات وزارة الصحة والتجارة الداخلية ومديرية حماية المستهلك”.
تعليق واحد