قال البيت الأبيض إن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يزال ثابتا حول جعل السعودية تدفع ثمن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده عام 2018.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير خلال مؤتمر صحفي أن موقف بايدن لايزال ثابتًا حول تدفيع الرياض ثمن مقتل خاشقجي، وجعلها دولة منبوذة.
وشددت على أن بايدن ملتزم بكلمته حول محاسبة السعودية على مقتل خاشقجي.
وبشأن زيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض، لم تؤكد المتحدثة باسم البيت الأبيض حاليًا الزيارة.
وقال الخبير الاستراتيجي الأمريكي جيمس م. دورسي إن هذه الأيام تعد محورية بالنسبة لابن سلمان.
وذكر دورسي أن ولي العهد الشاب أصبحت خلافته قريبة عقب تدهور صحة والده الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وأشار إلى أن ابن سلمان يحاول أيضًا إقناع شعبه بأنه أجبر الرئيس الأمريكي جو بايدن على زيارة السعودية.
وأكد الكاتب أن ذلك لتأكيد ضمان أمن المملكة مقابل زيادة إنتاج النفط.
وقالت وكالة “رويترز” للأنباء إن تصرفات ابن سلمان تعد إشارة إلى أنه انتقال نهائي لجيل الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير أحمد بن عبد العزيز.
وذكرت الوكالة إن ذلك نظراً لأنه بدأ بتمكين أفراد العائلة المالكة الأصغر سنًا بمناصب السلطة من خلال قراء المشهد السياسي للمملكة.
وبينت أن خطوة ابن سلمان الأخيرة باصطحابه عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز رسالة بوجود وحدة داخل العائلة المالكة تجاه حاكمها الفعلي.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي بعد سنوات صعبة قضاها في بناء قاعدة لسلطته.
وأوضحت الوكالة أنه أصبح ابن سلمان يوازن استياء بعض كبار أعضاء الأسرة الحاكمة من خلال مغازلة الأمراء الأصغر سنًا.
ونبهت إلى أن الوفد الذي رافق ابن سلمان خلال زيارته الاخيرة للإمارات.
وأوضحت أنه يمثل على نطاق أوسع توازناً دقيقاً منه بين شخصيات من مختلف فروع الأسرة.
وأكدت “رويترز” أنه كان يريد إظهار الوحدة داخل عائلة آل سعود التي تعرضت لضغوط بعد اعتقال الأمير أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف”.
وأشارت إلى أن وجود نجل الأمير أحمد بجانب ابن سلمان خلال زيارته أبو ظبي رسالة للأوساط المحلية والدولية، خصوصًا وأن انتقال السلطة له بات قريبًا.
وشن ابن سلمان عقب صعوده السريع حملة على المنافسين والمنتقدين.
وذلك منذ استبدال محمد بن نايف، ابن شقيق الملك، كولي للعهد في انقلاب قصر عام 2017.
وقالت وكالة GTN24 الدولية إن فرص بقاء عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز آل ثاني على قيد الحياة أقل من 10 %.
وتوقعت الوكالة التي استطلعت آراء خبراء أن يموت الملك سلمان في غضون أسبوعين أو نحو ذلك.
وذكرت أن المجتمع الدولي يراقب صحة الملك سلمان عن كثب بسبب المشكلات الصحية التي يواجهها.
وقالت الوكالة إن “الملك يتمتع بالسلطة المطلقة في المملكة، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم”.
ونبهت إلى أن المشكلة الرئيسية بعد وفاة الملك سلمان هي خليفته.
وأشارت إلى أن نجله محمد يواجه مشكلة كبيرة بحصد ولاء عديد من أفراد الأسرة السعودية لخلافة والده.
فينما قال معهد الأمن القومي الإسرائيلي INSS إن دخول عاهل السعودية إلى المستشفى يأتي في وقت حساس.
وذكر المعهد في تقرير أنه يثير مجددًا مخاوف وتكهنات بشأن استقرار السعودية عقب رحيله، وحدوث أزمة قيادية خاصة مع تحديات تواجه المملكة.
وأوضح أن ملف الاستقرار داخل السعودية بات الآن موضع تساؤل كبير.
ما بعد رحيل الملك سلمان
وأشار المعهد إلى أن نجله ولي العهد محمد يستخدم سيطرته المركزية على جميع الأجهزة الأمنية، حتى يُثبّت حكمه في الوقت المناسب.
وذكر أن الملك الجديد يواجه معارضة مستمرة لسلطته، فقد ترك له خصوم عنيدون داخليًا قد يقوضون شرعية حكمه، ويدفعون لفترة عدم استقرار.
وقال المعهد إن السعودية تواجه أزمة حقيقية بعلاقتها مع أمريكا، وهناك عدد غير قليل من مسؤولي واشنطن لا يريدون التصالح مع حكم ابن سلمان.
حكم ابن سلمان
وأضاف: “يبدو أن نهج الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه ابن سلمان يعتبر محاولة لتقويض شرعيته كحاكم فعلي، وملك بالمستقبل”.
وتابع المعهد: “بالنسبة لإسرائيل فإن هوية زعيم المملكة لها أهمية وتداعيات مباشرة على إسرائيل”.
هوية زعيم السعودية الجديد
وذكر أن التقديرات تدلل أن ابن سلمان سيظهر براغماتية أكبر من والده بشأن علاقته بتل أبيب، وأكثر استعداداً لمزيد من الانفتاح معها.
وقبل أيام، أعلن الديوان الملكي إدخال الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى المستشفى في جدة لإجراء “فحوصات طبية”.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بيان الديوان الملكي حول إدخال الملك سلمان إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية.
ثم قال البيان إن خادم الحرمين الشريفين “دخل مساء السبت مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة لإجراء بعض الفحوصات الطبية”.
لكن الديوان الملكي لم يعلن عن أية تفاصيل حول الفحوصات التي أجراها الملك.
الأكثر أهمية أن هذا الإعلان جاء على الرغم من أنه من غير المعهود على المملكة نشر إعلانات تتعلق بالحالة الصحية للملك.
ويقود الملك سلمان الذي يبلغ من العمر (86 عاما) المملكة منذ عام 2015 عقب وفاة شقيقه الملك عبدالله.
وبمارس الماضي، كشفت مصادر سعودية سبب إعلان دخول عاهل السعودية لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض مع وصول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وذكرت المصادر حينها أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان أراد إرغام جونسون على اللقاء به بدلا من والده المريض.
كما لفتت إلى أن ابن سلمان سعى لاستثمار زيارة المسؤول الأوروبي الكبير.
والذي تعد الثانية لمسؤول غربي منذ اغتياله الصحفي جمال خاشقجي.
اقرأ أيضا/ فضيحة.. لماذا دخل الملك سلمان للمشفى أثناء زيارة جونسون للسعودية؟
فضيحة جونسون
وبينت المصادر أنه الزيارة جاءت على وقع غزو روسيا لأوكرانيا ومحاولة ولي العهد استثمار عصا النفط لمعاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
في حين، قالت حينها إن ابن سلمان يحاول استغلال الملف وتقاربه مع الصين لتغيير واشنطن لسياستها ضد الرياض.
يذكر أن الديوان الملكي أعلن دخول الملك سلمان لإجراء فحوصات طبية واستبدال بطارية جهاز تنظيم ضربات القلب.
وفي وقت لاحق، قال إن العاهل السعودي غادر المستشفى عقب إجراء “فحوصات طبية”.
فضيحة جونسون في السعودية
وكتب: “غادر خادم الحرمين الشريفين ظهرًا مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض”.
فيما قال خالد الجبري نجل المسؤول الأمني السعودي الهارب سعد الجبري إن الإعلان لإجبار “جونسون للاجتماع بابن سلمان الذي يعد الحاكم الفعلي، بحجة تعب الملك.
وعلق الجبري عبر “تويتر”: “الملك سلمان يخضع لتغيير بطارية جهاز تنظيم ضربات القلب بوقت زيارة جونسون للرياض”.
كما أكد أنه “كأخصائي بعدم انتظام ضربات القلب، كان ممكنًا إعادة جدولة مثل الإجراء الاختياري البسيط لاستيعاب الزيارة”.
وأشار إلى أن هذا الإجراء “كان عذرًا جيداً لبوريس للقاء ولي العهد وليس الملك”.
تعليق واحد