شبح فتنة يرسمه زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي، بتحريضه ضمنيا الجيش والأمن على الرئيس قيس سعيد، في رهان ضائع سجل فشله بمحطات سابقة.
وفي مقابلة مع شبكة “بي بي سي”، البريطانية، زعم الغنوشي أنه “في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن انفجار اجتماعي، تقف “القوى الصلبة “موقف الحياد”، في إشارة إلى الجيش والأمن التونسيين.
وأَضاف زعيم حركة النهضة الإخوانية، رئيس البرلمان المنحل، أنّ “المؤسستين تخضعان للدستور”، لكنّه يستدرك قائلا إنّ “الحياد قد لا يطول إذا ما تحرّك الشارع التونسي”.
تصريحات رأى فيها مراقبون تحريضا صريحا للجيش، للتدخل ضد مسار الإصلاح الذي أطلقه الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو/تموز الماضي، ونفض الغبار عن فساد الإخوان وجرائمهم.
رهان ضائع
حسن التميمي، الناشط والمحلل السياسي، يقول إن رهان الغنوشي على تدخل الجيش في السياسة، بعد قرارات سعيّد الاستثنائية، ضاع منذ ليلة 25 يوليو/ تموز التي وقف فيها زعيم الإخوان أمام بوابة البرلمان التونسي يتوسل عسكريا تونسيا يرابط أمام المجلس من أجل فتح البوابة، ظنا منه أنه سيدخل في اعتصام هناك، ليرد عليه العسكري المجهول الذي رفض فتح البوابة: “أقسم على حماية الوطن فقط”.
وأضاف التميمي -في حديث لـ”العين الإخبارية”- أن أحلام هذا الرجل الثمانيني تتلخص في العودة للحكم بكل الطرق، إما بالتحريض على الجيش وإما بالتنكيل بالتونسيين، وحرق الأراضي الزراعية، التي يأكلون منها أو باحتكار المواد الغذائية الأساسية وتجويعهم، أو بالارتماء في أحضان الأجنبي للضغط على قيس سعيد وعدم مساعدة تونس اقتصاديا.
ولفت إلى أن “الغنوشي عراب الخراب والإرهاب، يواصل في سياساته التخريبية، فهو لا يؤمن بقيمة الوطن، فقد تربى على عقيدة تنظيم الإخوان الذين لا ينمون إلا في العفن”.
وتابع: “لكن القوى الصلبة، وفق تعبير الغنوشي، لا تنسى توصيفه لهم بالطواغيت والذي يعتبر مصطلحا نابعا من قاموس الإرهاب”.
سجل
ففي 21 فبراير/شباط الماضي، حضر الغنوشي جنازة عضو مجلس شورى حركة النهضة، فرحات العبار، في محافظة تطاوين جنوبي البلاد، وقال خلال الجنازة متحدثا عن العبار: “كان شجاعا لا يخشى حاكما ولا طاغوتا”.
وأضاف في كلمته: “العبار كان له من الشجاعة الكثير وكان لا يخشى الفقر والحاكم والطاغوت”.
ويرى مراقبون أن الإرهابيّين وحدهم من يستعملون هذه العبارات والألفاظ، ويستهدفون بها عادة القوّات الأمنيّة والعسكريّة والدّولة عموما.
ويستذكر المتابعون علاقة الغنوشي بالجيش، حين سرّب له مقطع فيديو قبل 10 سنوات، يقول فيه إن المؤسستين العسكرية والأمنية في تونس “غير مضمونتين”.
فحينها قال الغنوشي إن “الإعلام والاقتصاد والإدارة التونسية بيد الجيش والأمن.. الجيش ليس مضمونا، والشرطة ليست مضمونة (..) أركان الدولة ما زالت بأيديهما”، في سياق كان وقتها للتحريض ضدهما، واليوم يتوسل إليهما من أجل العودة للحكم.
لكن التونسيّين يقولون إن مردّ ما كشفه التسريب هو الطمع في اختراق الجيش الذي بقي حتى اليوم، وبعد 10 سنوات على تصريحات الغنوشي، المؤسسة الوحيدة التي نجت من تغلغل حركة النهضة واختراقها لأجهزة الدولة.
وكان مسؤولون تونسيون سابقون من الإخوان أو من المطبعين معهم، من بينهم الرئيس الأسبق، المنصف المرزوقي، قد دعوا الجيش صراحة للتدخّل ضدّ ما سموه “انقلاب قيس سعيد”.
تعليق واحد