شهدت قضية “مدعي النبوة” نشأت منذر، التي أثارت الجدل في لبنان قبل أشهر، تطورا جديدا، حيث طالب النائب العام الاستئنافي في بيروت زياد أبو حيدر بإدانته بتهمة ادعاء النبوة، فضلا عن تحقير وازدراء الدين الإسلامي بالاشتراك مع كارمن يوسف قديح، المعروفة باسم كارمن شماس.
وكشف محمد زياد جعفيل، وهو أحد المحامين الذين تقدموا ببلاغ إلى النيابة العامة، عن إحالة الملف إلى القاضية الجزائية المنفردة في بيروت عبير صفا، لمحاكمة المتهمين بجرائم تمس الدين الإسلامي وإثارة الفتن، استنادا إلى المواد 317 و473 و474 من قانون العقوبات، التي تعاقب المدانين بالسجن من سنة إلى 3 سنوات.
وأضاف جعفيل : “أخلي سبيل المتهمين بسند إقامة بعد تعهدهما بعدم نشر أي تسجيلات مسيئة، مع إحالتهما إلى المحاكمة” ، بحسب سكاي نيوز.
واستدعت مديرية أمن الدولة بناء على أمر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، المدعى عليهما نشأت منذر وكارمن شماس، إلى التحقيق في مطلع فبراير الماضي، وبعد التحقيق أحالت الملف إلى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت.
وقالت مصادر إن منذر المولود في بلدة حاصبيا جنوبي لبنان عام 1981 ومهنته موسيقي، قال في التحقيقات الأولية أنه كان لاجئا في ألمانيا، وكان يستقبل بعض الطلاب في منزله للمشاركة في “جلسات تأمل”.
وحسب التحقيقات، فإن منذر كان يجني أموالا من موقع “يوتيوب” بنشر مقاطعه عليه، كما كان يتقاضى بين 200 و500 دولار من مريديه الذين يتابعون جلسات التأمل في منزله.
وفي أقواله نفى أن يكون ادعى أنه “صانع معجزات”، وقال إنه كان يعالج مرضى السرطان بالأعشاب، ويسجل حلقاته بكاميرا الكمبيوتر الخاص به، بينما تقوم شريكته شماس بتنفيذ “مونتاج” التسجيل.
أما شماس، وهي في الأساس إعلامية متخصصة بالفلك والأبراج، فقد كشفت مصادر التحقيقات الأولية أنها عرفت نفسها كـ”عالمة أبراج”، وقالت إنها اتفقت مع المتهم على تسجيل حلقات عن الحمية النباتية والعلاج بالأعشاب، فيما أنكرت مسؤوليتها عن صنع مقاطع فيديو بها ادعاء للنبوة وازدراء للدين الإسلامي.
وأوضحت المتهمة أنها “حذرت منذر من التطرق إلى الأمور الدينية والسياسية”، ونفت علاقتها بمضمون مقاطع الفيديو التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن تكون تقاضت أموالا من التسجيلات، لكنها اعترفت بأنها كانت تنفذ المونتاج من الناحية التقنية فقط.
وقالت شماس إنها تعرفت على منذر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في أمور تتعلق بـ”التأمل واليوغا” فقط.
وفي السياق ذاته، قال عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى القاضي وائل شبارو، الذي تقدم ببلاغ إلى القضاء عن مدعي النبوة: “اطلعنا على ادعاء النيابة العامة الاستئنافية في بيروت على منذر وشماس بناء على البلاغ المقدم من جانبنا، وهذا كان متوقعا خاصة أن الجرائم المنصوص عنها في المواد المدعى بها من قانون العقوبات ثابتة بمقاطع فيديو ولا مجال للتملص منها”.
وأضاف شبارو “على ما يبدو حاولت المتهمة شماس خلال التحقيق الأولي الظهور بمظهر من لا يعلم، فيما كان منذر يرمي كل اللوم عليها”.
يذكر أن مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان كان قد تقدم ببلاغ إلى النيابة العامة، معطوفا على بلاغ ثان قدمه من كل من شبارو وجعفيل وزميله المحامي نور الدين البعلبكي.
تعليق واحد