وصل قاربان يحملان عشرات المهاجرين في غضون 12 ساعة إلى جزيرة قبرص، وذلك بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء الألمانية الرسمية في السادس عشر من نيسان الجاري.
كان على متن أحد القاربين 73 شخصاً، في حين نقل الآخر 37 شخصاً، ومعظمهم تعود أصولهم إلى سوريا وغادروا من لبنان.
في مطلع هذا الشهر، بلغ عدد عمليات إنقاذ المهاجرين من البحر نحو 800 عملية، وهؤلاء المهاجرين انطلقوا من لبنان حتى يصلوا إلى قبرص.
السوري محروم من طلب اللجوء في قبرص
ماتزال عمليات الهجرة غير الشرعية إلى قبرص مستمرة على الرغم من تغيير الحكومة لسياستها تجاه الهجرة واللجوء، إذ في الرابع عشر من الشهر الجاري، أعلن رئيس قبرص نيكوس خريستودوليديس عبر منصة إكس بأن قبرص لن تقبل بعد الآن طلبات لجوء لأشخاص قادمين من سوريا.
وبحسب ما ذكرته مصادر حكومية فإن القادمين من سوريا سيُنقلون إلى مخيمات استقبال إلى أن ينتهي الترتيب للإجراءات الجديدة.
أصبحت مراكز الاستقبال والتسجيل في قبرص مكتظة بأعداد تفوق قدرتها الاستيعابية، في وقت أعربت فيه الحكومة القبرصية عن مخاوفها تجاه هذا الوضع الذي يمكن أن يتدهور أكثر في حال تصعيد الأعمال العدائية بشكل أكبر في الشرق الأوسط.
وعزت الحكومة القبرصية عملية تعليق طلبات لجوء السوريين إلى الجهود المتواصلة الساعية لإقناع الاتحاد الأوروبي بإعادة تصنيف مناطق محددة من سوريا على أنها آمنة وذلك من أجل عمليات الترحيل المرتقبة، بما أن الحرب السورية دخلت عامها الرابع عشر منذ فترة قريبة.
على الرغم من تراجع أعداد الواصلين مقارنة بأعداد المهاجرين الذين يصلون إلى دول تعتبر على الحدود الخارجية لأوروبا، وعلى رأسها اليونان وإسبانيا وإيطاليا، رأت قبرص بأن لديها عددا كبيرا من طلبات اللجوء لا يتناسب مع عدد السكان فيها، وذلك بناء على إحصائيات أوروبية، بما أن قبرص تستقبل أكبر عدد من طالبي اللجوء بالنسبة إلى عدد سكانها.
الحد من الهجرة غير الشرعية
بما أن قبرص لا تبعد سوى مسافة 160 كلم عن سواحل سوريا ولبنان، لهذا يواصل كثير من الناس الإبحار إليها من لبنان أو من سوريا في بعض الأحيان، في حين يسافر آخرون جواً إلى تركيا أولاً ثم ينتقلون إلى القسم التركي من قبرص بما أنه لا يحتاج إلى تأشيرة، وهدفهم هو الانتقال إلى الجنوب بما أن قبرص دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
في هذه الأثناء كثفت قبرص جهودها للحد من الهجرة غير الشرعية، فأنشأت السلطات فيها وحدة خاصة لتفكيك شبكات تهريب البشر التي تأتي بالمهاجرين السوريين إلى قبرص، كما طالبت الاتحاد الأوروبي ومنظمة فرونتيكس حتى تعززا عملية تسيير الدوريات وذلك لإغلاق الشريط البحري في جنوب شرقي البلاد أمام المهاجرين القادمين بطريقة غير شرعية.
دورية قبرصية بالقرب من لبنان
في سعيها لمنع الهجرة غير الشرعية، أرسلت قبرص مركباً تابعاً لقوات حفظ النظام حتى يقوم بدورية بالقرب من سواحل لبنان يوم الأربعاء الماضي.
وذكرت منظمة مناصرة بأن قرابة خمسة قوارب محملة بلاجئين ومهاجرين حرمت من الإبحار بسبب ذلك.
بيد أن السلطات القبرصية رفضت التعليق على الموضوع، على الرغم من أن مركب البحرية القبرصية شوهد عبر المواقع الإلكترونية لتعقب السفن وهو يقطع المياه الدولية قبالة سواحل طرابلس اللبنانية.
وفي مطلع هذا الشهر، التقى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بالرئيس القبرصي في بيروت لمناقشة حلول تصعيد الأمور، وخلال هذا اللقاء، حث الرئيس القبرصي السلطات اللبنانية على تعزيز جهودها لمنع قوارب المهاجرين من الإبحار.
تُظهر الأرقام بأنه خلال العام الفائت، أُعيد أكثر من أحد عشر ألف مهاجر من قبرص إلى بلده بما أن هؤلاء لا يحق لهم الحصول على حماية في قبرص، وهذا العدد كان أعلى من ضعف عدد المرحلين خلال العام الذي سبقه.
وبذلك أصبحت قبرص أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ترحل طالبي لجوء بعد رفض طلباتهم بأعداد تفوق أعداد الواصلين إليها خلال ذلك العام.
وإضافة إلى نجاح قبرص في خفض العدد الإجمالي للمهاجرين، أصبحت قبرص تحتل اليوم المرتبة الرابعة في أعداد المرحّلين بين بقية دول الاتحاد الأوروبي.
تعليق واحد