في ظل استمرار توافد طالبي اللجوء إلى الشق الجنوبي من قبرص، والمعترف به دولياً، طالب الاتحاد الأوروبي سلطات الشق الشمالي التركي في الجزيرة، بالوقوف على مسؤولياتها تجاه الحد من الهجرة غير الشرعية.
طلب الاتحاد الأوروبي من السلطات في قبرص التركية، تشديد الإجراءات الهادفة إلى الحد من الوصول المتزايد للمهاجرين الذين يعبرون الحدود بين شقي جزيرة قبرص، ليطلبوا اللجوء في الشق الجنوبي المعترف به دوليا.
وفي تصريح لوكالة “أسوشييتد برس”، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، رفض التصريح عن هويته، إن الجهات الأوروبية “أوضحت مخاوفها” بشأن هذه القضية، وإن السلطات التركية في قبرص “يجب أن تفعل ما هو ضروري” للحد من وصول المهاجرين.
تم تقسيم قبرص على أسس عرقية في عام 1974 إلى قسم تركي (شمال) وقسم يوناني (جنوب). وتعتبر تركيا الدولة الوحيدة التي تعترف بإعلان استقلال القبارصة الأتراك.
الغالبية العظمى من المهاجرين الوافدين يمرون عبر تركيا والشق التركي في الجزيرة
تقول سلطات الحكومة القبرصية إن الغالبية العظمى من المهاجرين الوافدين يمرون عبر تركيا والشق التركي في الجزيرة، كما اتهمت السلطات نظام التأشيرات في الشق التركي بأنه “غير منظم”، ما يسهل استغلاله من قبل المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون البلاد بتأشيرة دراسة.
ومن جانبها، اتهمت وزارة الداخلية القبرصية يوم الجمعة 8 تموز/يوليو، تركيا مرة أخرى “بالاستغلال المنهجي للمهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء لأسباب اقتصادية”.
ويريد الاتحاد الأوروبي من السلطات التركية في قبرص، تشديد إجراءات التدقيق لإصدار التأشيرات، بهدف منع المتقدمين من استخدامها للوصول إلى شمال قبرص، ثم عبور المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة، قبل أن يطلبوا اللجوء في الجنوب القبرصي اليوناني. وعلى الرغم من أن حكومة الشق التركي في قبرص تتلقى تمويلا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن الشق الجنوبي (اليوناني) هو الوحيد الذي يتمتع بمزايا العضوية الكاملة في الاتحاد.
ويساعد الاتحاد الأوروبي أيضا السلطات القبرصية على تعزيز المراقبة في المنطقة العازلة، لردع محاولات العبور بطريقة تتوافق مع قانون الاتحاد الأوروبي، نظرا لأن المنطقة التي يبلغ طولها 180 كيلومترا ليست حدودا رسمية.
عدد طالبي اللجوء في النصف الأول من هذا العام بلغ 12 ألف طالب لجوء
تقول وزارة الداخلية القبرصية إن عدد طالبي اللجوء في النصف الأول من هذا العام بلغ 12 ألف طالب لجوء، أي ما يعادل العدد المسجل في العام الماضي بأكمله. وتقول الوزارة إن طالبي اللجوء يشكلون أعلى نسبة في الاتحاد الأوروبي مقارنة بعدد السكان، حيث تبلغ نسبتهم 5% من سكان قبرص البالغ عددهم 915 ألف نسمة في الجنوب.
للمزيد >>>> في مركز بورنارا لتسجيل طالبي اللجوء في قبرص.. “رتابة وانتظار وسجن وضياع العمر”
في غضون ذلك، قال زعيم الشق التركي في قبرص إرسين تتار، يوم الجمعة، إنه اقترح تشكيل لجنة مشتركة من المسؤولين من كلا الجانبين برعاية الأمم المتحدة، مكلفة بإيجاد طرق للحد من الهجرة غير النظامية وكذلك لـ”تعزيز الأمن والمراقبة على طول المنطقة العازلة وزيادة الدوريات”.
وأصر تتار على أن الطريقة الوحيدة للمضي قدما في اتفاق سلام في قبرص هي أن يحصل القبارصة الأتراك على وضع سيادي متساو مع الحكومة القبرصية، والاتفاق على حل الدولتين.
تعليق واحد