مراكز تعليم الموسيقى و الرقص و الغناء تلقى رواجا في السعودية


167
مراكز تعليم الموسيقى و الرقص و الغناء تلقى رواجا في السعودية

السعودية عُرفت لعقود بأنها بلدا محافظا، ويلحظ قيودا على تعلم الموسيقى والغناء والنحت، وهي أمور اعتُبرت في وقت ما بمثابة “محرمات”.

ولم تكن المدارس الحكومية أو الخاصة تضم غرفا أو حصصا لتعليم الموسيقى للطلاب. كما لم تكن تُنظم حفلات غنائية عامة.

كذلك مدراس الرقص بدا التخطيط لها و قريبا سترى النور

كما ان مدارس تعليم الغناء على الطريق

لكن منذ تسلّم الأمير “محمد بن سلمان” منصب ولي العهد في 2017، تشهد السعودية انفتاحا اجتماعيا بعد عقود من الإغلاق والقيود المشدّدة التي فُرضت على مجتمع غالبيته من الجيل الشاب.

فسُمح للنساء بقيادة السيارات، وباتت الحفلات الغنائية مسموحة، ووُضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء.

وباتت أنغام الموسيقى تصدح في مطاعم السعودية ومقاهيها التي لم تعد مطالبة بالإغلاق في أوقات الصلاة.

وتضم المملكة حالياً أكثر من خمسة مراكز لتعليم الموسيقى في العاصمة الرياض ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، وسط إقبال كبير من الأسر السعودية المحبة للفنون.

الموسيقى “غيرت شخصيتي”

ولعقود كانت الأسر السعودية الراغبة في تعليم أبنائها الموسيقى تعتمد على مدرسين خصوصين يأتون إلى منازلها، وهو ما كان يفتقد البعد الأكاديمي في التعلم أو القدرة على الاحتراف.

وبعد أن خاب أملها في التعلم ذاتيا، وجدت الموظفة السعودية وجدان حجي المحبة للموسيقى منذ الصغر، ضالتها في هذا المركز للتعلم باحترافية.

وقالت “حجي” (28 عاما) بعد أنّ انتهت من حصة لتعلم الغيتار على يد مدرس أوكراني “حاولت التعلم عبر يوتيوب لكني لم أنجح، إذ ليس هناك من يصحح لي أخطائي”.

وهي تدفع 940 ريالا (250 دولارا) شهريا نظير حصة كل سبت، وبعد خمسة أشهر من التعلّم، قالت بخجل “لم اكن اعرف أي شيء لكن الآن تعلمت الأساسيات”.

وأوضحت الموظفة في شركة أجهزة طبية أنّ الموسيقى تركت أثرا إيجابيا في حياتها كأثر “اليوغا”.

وقالت الشابة المحجبة التي ارتدت عباءة تقليدية داكنة بحماس “الحصة مدتها ساعة تصفّي ذهني … شخصيتي تغيرت (للأفضل). صرت أهدأ”.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، حضر أكثر من 732 ألف شخص مهرجان “ميدل بيست” الموسيقي في الرياض، حسب تعداد للسلطات، خلال أربعة أيام شهدت حفلات لفنانين عرب وعالميين بينهم الفرنسي دافيد غيتا.

“الثقافة الموسيقية”

واستحدثت السعودية في عام 2020 “هيئة للموسيقى” لتأسيس صناعة احترافية للفنون الموسيقية وتوفير التراخيص للمراكز الموسيقية، وأتاحت في برنامج منفصل دورات للموهوبين الراغبين في “ممارسة الموسيقى كمهنة”.

وأدرجت 100 مدرسة أهلية تعليم الموسيقى ضمن برامجها خلال العام الدراسي الحالي.

وفي مايو/أيار، أطلقت الهيئة “برنامج الثقافة الموسيقية” لتطوير مهارات طلاب المدارس الحكومية.

والمدرّسون في مراكز تعليم الموسيقى أجانب ينتمون لمدارس موسيقية متنوعة.

وفي مركز “بيت الموسيقى”، في شمال الرياض، يتفاعل خمسة أطفال صغار مع توجيهات مدرستهم لتحريك أجسادهم بشكل يتوافق مع إيقاع الموسيقى، في غرفة زينت جدرانها بنغمات السلم الموسيقي.

وقالت مدّرستهم اللبنانية مارلين “في هذه السن المبكرة، نحضّر الأطفال للموسيقى عبر إدراجها في أنشطة مثل الرسم والرقص”.

وتصدح نغمات الموسيقى الصادرة من الآلاف المختلفة في طرقات المركز الذي يضم 16 غرفة لتعليم الصغار والكبار، وعُلقت على جدرانه صور لمشاهير الغناء من أمثال بوب مارلي وفيروز.

ويعتزم القائمون على هذا المركز، الذي فتح أبوابه في 2019 ويضم حاليا 300 طالب افتتاح فرع جديد “مع تزايد الطلب”، حسب ما أفاد مديره الفنزويلي سيزار مورا.

وقال “مورا” إنّ “هناك تقبلاً جيداً للخدمات اللي نقدمها حتى الآن .. هناك مجتمع وسوق محب للموسيقى ينمو”.

وبعد انتظاره مرّتين انتهاء ابنتيه من حصتهما، قرّر السوداني وليد محمود (37 عاما) المقيم بالرياض هو الآخر الانضمام وتعلّم لعب العود.

وقال ضاحكا بجوار ابنتيه لانا (5 سنوات) ودالا (3 سنوات) وهو يمسك بعود خشبي “السعودية تغيرت كثيرا … ربما نكوّن فريقا يوما ما. لم لا؟”.


تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *