هل رضخت السعودية لضغوط أمريكا والغرب بملف النفط


144
هل رضخت السعودية لضغوط أمريكا والغرب بملف النفط

أعلنت السعودية عن اتفاق مع دول منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك+ على تقديم زيادات في إنتاج النفط، عقب شهر كامل من ضغوط أمريكا والغرب عليها.

وقالت وكالة رويترز للأنباء إن الخطوة الجديدة جاءت على ما يبدو لـ”تعويض نقص الإنتاج الروسي، وتخفيف ارتفاع أسعار النفط والتضخم”.
وأشارت إلى أنها “تمهد الطريق لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية هي الأولى من نوعها، ومحاولة لكسر الجليد بينهم”.

وذكرت الوكالة أنه ينظر إلى هذه الخطوة على أنها إشارة لاستعداد الرياض وعواصم خليجية أخرى بأوبك لضخ المزيد من النفط، عقب شهور من الضغط الغربي.

وقالت وكالة “رويترز” للأنباء إن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+” بقيادة السعودية ستتمسك بخطة زيادة النفط رغم عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وذكرت الوكالة واسعة الانتشار إن أوبك+ تلتزم باتفاقها مع روسيا حول مستويات إنتاج النفط التي تم الاتفاق عليها.
وأشارت إلى أنها ترفض الدعوات الغربية لزيادة إنتاج النفط بشكل أسرع لخفض الأسعار المرتفعة.

وبينت “رويترز” أن قرار أوبك+ جاء بعد اجتماع وزير الخارجية الروسي مع نظيره السعودي.

وأوضحت أنه وبعد وقت قصير من موافقة الاتحاد الأوروبي على تخفيضات كبيرة لواردات الخام الروسي.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي وسع من دائرة عقوباته الأخيرة المرتبطة بغزو موسكو لأوكرانيا لتطال النفط.

وبحسب الوكالة، فإنه لم تناقش فكرة تعليق عضوية روسيا من التحالف.

وأشار وزير الخارجية الروسي خلال زيارة للسعودية إلى أن تعاون أوبك + مهم بالنسبة لروسيا.

فيما قال موقع بريطاني إن السعودية لا تخطط للمشاركة في المحاولات الغربية لعزل روسيا أو صادراتها النفطية.

وذكر موقع “ميدل آيست آي” أن السعودية تخطط لمواصلة شراكتها في أوبك+ مع روسيا.

ويأتي ذلك رغم الضغوط الغربية على موسكو وحظر الاتحاد الأوروبي المحتمل لواردات النفط الروسية”.

فيما قال معهد CATO الأمريكي للدراسات إن السعودية ستدفع الثمن إذا تحرك أفراد العائلة المالكة نحو روسيا والصين، ما سينتج عنه غضب واسع بالولايات المتحدة.

وذكر المعهد في تقرير أن التوترات بين السعودية وأمريكا ستزداد وفي نهاية المطاف يعرف أفراد العائلة المالكة أنهم يحتاجون واشنطن أكثر بكثير مما تحتاجهم.
وأشار إلى أن السعودية والإمارات ليسا دولتين طبيعيتين، فهما حليفين سلطويين.

ونبه المعهد إلى أن الرياض حصدت تصنيف 7 من 100، مما يجعلها واحدة من أكثر عشرة دول قمعية في العالم.

وكشفت صحيفة أمريكية عن تهديد ابن سلمان بتوطيد علاقات الرياض بروسيا والصين كسبيل لمعاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ابن سلمان غاضب من مواقف بايدن تجاه الرياض الذي انتقد منذ وصولها للسلطة انتهاكاتها.
وبينت أن إدارة بايدن قلصت دعمها لحرب السعودية على اليمن، وهمش ابن سلمان لدرجة أنه لم يقابله شخصيًا بعد.

وأوضحت أنها فرضت عقوبات على سعوديين شاركوا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 بقنصلية بلاده بإسطنبول.

لكن -بحسب الصحيفة- لم يجر فرض أي عقوبات مباشرة على ولي العهد.

اطلاق سراح المعتقلين السياسيين

ونقلت عن مسؤولين سعوديين قولهم إن ابن سلمان ومستشاريه ووالده الملك سلمان التقوا العام الماضي بقصر على شاطئ البحر.

وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش عقوبات جديدة محتملة من بايدن وكيف يمكن للمملكة أن تسبقهم.

وبينت الصحيفة أن المجموعة بحثت إطلاق سراح المزيد من السجناء السياسيين لاسترضاء بايدن.

استرضاء بايدن

لكن ابن سلمان قال بدلًا من ذلك إن على السعودية أن تهدد بتوطيد تحالفاتها مع روسيا والصين.

ولاحقا، أفرجت السعودية عن أبرز المعتقلات السياسيين، لجين الهذلول بفبراير 2021 وعديد الأشخاص الآخرين بأعقابها.

وقالت الصحيفة إنه ليس واضحا ما إذا كان ابن سلمان هدد واشنطن بالتحرك نحو الصين وروسيا.

تهديد ابن سلمان

لكن السعودية بذات الوقت اقتربت بسرعة من الصين بـ2021، ما عمق العلاقات عسكريا وثقافيا واقتصاديا.

وتسبب ذلك بتوتر العلاقات السعودية الأمريكية إثر انزعاج السعوديين من فشل ضمان أمريكا لأمنها بمواجهة ضربات الحوثيين.

وقالت صحيفة “واشنطن تايم” إن الاستقلال في مجال الطاقة هو خيار بايدن الوحيد للخروج من المأزق الحالي الذي تفاقم مع غزو روسيا لأوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أن ذلك يتأتى من خلال تقليل الاعتماد على الديكتاتوريين المستبدين، وعدم استبدال طاغية روسيا بطاغية آخر في السعودية أو فنزويلا.

يتزامن ذلك مع كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية النقاب عن أن بايدن يمتلك سلاحًا حاسمًا في معركتها “السرية” مع السعودية.

وقالت الصحيفة في تقرير إن أمريكا يجب أن تتذكر بأن السعودية هي الشريك الأصغر في هذه الشراكة، قد تسبب الصداع لأمريكا.
وأشارت إلى أن هذا لا يمكن مقارنته بالضرر الذي يمكن أن تلحقه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسعودية في حال استخدام أسلحتها الحاسمة.

وذكرت الصحيفة أن ذلك من خلال سحب تكنولوجيا حقول النفط الغربية والتمويل والغطاء الدبلوماسي.

فيما قالت مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لديه غرور كبير جدًا.

ونبهت إلى أنه شعر بإهانة شخصية إثر حديث الرئيس جو بايدن عنه.

تهور ابن سلمان

وذكرت المؤسسة أن ابن سلمان المتهور يرى في أزمة النفط عقب غزو روسيا لأوكرانيا ويعتقد هو وقت رد الإهانة.

وأشارت إلى أن ولي عهد السعودية تشعر بأن مخاوفها الأمنية تتعرض للتجاهل في الولايات المتحدة.

وسعت المملكة لنيل مساعدة واشنطن لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

لكن بايدن اتخذ قرارا بوقف دعم العمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن.

وبحسب المؤسسة، فإن “بن سلمان” بات محبطا على نحو غير مسبوق من الولايات المتحدة.

وذكرت أن واشنطن ترفض تزويده بالأسلحة التي يريدها، ولا ترد عندما تتعرض المملكة للهجوم.

وأكدت أن عدم زيادة إنتاج النفط يحافظ على الأسعار مرتفعة ما سيدر أموالا كثيرة لخزائن المملكة.

بايدن يهين ابن سلمان
وكشفت مجلة أمريكية أن ابن سلمان يسعى للانتقام من الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام عصا رفض زيادة إنتاج النفط الخام.

وقالت مجلة فورين بوليسي إن “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.

وذكرت أن ابن سلمان يرى في ملف النفط فرصة للانتقام من بايدن بسبب ما يعد إهانات غير مبررة وموقفًا غير ودي منه.

عصا النفط

وبينت المجلة أن ولي العهد غاضب من بايدن الذي وصف السعودية بحملته الانتخابية بأنها دولة منبوذة.

وذلك على إثر اغتيالها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت: “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.

وأشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.


تعليق واحد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *